عرض ترامب فرصة تاريخية أم فخ إستراتيجي لمصر؟

عماد حمدى يكتب

في الأيام الأخيرة تداولت وسائل الإعلام أخبارًا عن عرض من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يتضمن أن تدير مصر قطاع غزة لمدة 15 عامًا، مقابل منحها تريليون دولار، وإسقاط كافة ديونها الخارجية، وحل أزمة سد النهضة

قد يبدو العرض من النظرة الأولى مغريًا جدًا، لكن عند التعمق فيه تظهر أسئلة جوهرية: هل هو بالفعل فرصة ذهبية لمصر، أم فخ سياسي واقتصادي سيكلفها الكثير؟

المكاسب المحتملة

1. طفرة اقتصادية غير مسبوقة: التريليون دولار بجانب إسقاط الديون الخارجية يعني انطلاقة ضخمة للتنمية والاستثمار، وفتح المجال لمشاريع كبرى تغير وجه الاقتصاد المصري.

2. حل أزمة السد: إذا كان هناك ضمان دولي بإنهاء ملف سد النهضة، فسيزول تهديد وجودي خطير عن مصر.

3. تعزيز الدور الإقليمي: إدارة غزة تعني أن مصر تصبح الطرف الأساسي في الملف الفلسطيني، ما يعزز مكانتها السياسية في المنطقة.

المخاطر والسلبيات

1. شبهة التوطين: قد يُفهم الاتفاق كخطوة لتهيئة توطين الفلسطينيين في سيناء، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري.

2. عبء أمني وسياسي: غزة منطقة مشتعلة بالصراعات، وأي توتر مع الفصائل أو مع الاحتلال قد يضع مصر في مواجهة دائمة.

3. رفض فلسطيني وعربي: قد يُنظر إلى إدارة مصر للقطاع كأنه تنازل عن القضية الفلسطينية، ما يضع القاهرة في عزلة سياسية.

4. غياب الثقة في الوعود الأمريكية: التاريخ يؤكد أن واشنطن غالبًا لا تلتزم بكل تعهداتها، وقد يكون العرض مجرد فخ لإقحام مصر في أزمة طويلة الأمد.

في النهاية 

العرض في مضمونه قد يمثل فرصة نادرة لمصر، لكنه في الوقت نفسه يحمل بين طياته مخاطر تهدد الأمن القومي وتضع مصر في قلب صراعات معقدة. لذلك، لا يمكن النظر إليه كفرصة إلا إذا كان مشروطًا بضمانات دولية قوية ومكتوبة من الأمم المتحدة وأطراف فاعلة، تضمن أن إدارة غزة فترة انتقالية محددة وليست مقدمة لتصفية القضية الفلسطينية أو المساس بالأراضي المصرية.

إنه عرض يجب التعامل معه بحذر شديد: قد يكون فرصة تاريخية، لكنه قد يتحول بسهولة إلى فخ إستراتيجي